كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 376 """"""
الباب الخامس من القسم الخامس من الفن الأول " فيما وصفت به القصور والمنازل "
ولنبدأ بذكر ما بناه المتوكل من القصور وما أنفق عليها ، ثم نذكر ما قيل في وصفها ، وما وصفت به المنازل الخالية ، وما قيل في حب الوطن .
فأما قصور المتوكل ، فهي : الكامل ، والجعفري ، وبركوانا ، والعروس ، والبركة ، والجوسق ، والمختار ، والغريب ، والبديع ، والصبيح ، والمليح ، والقصر ، والبرج ، والمتوكلية ، والقلاية .
حكى المؤرخون أنه أنفق في بنائها مائة ألف دينار وخمسون ألف دينار عيناً ، ومائتا ألف ألف وثمانية وخمسون ألف ألف وخمسمائة ألف درهم .
قالوا : وكان البرج من أحسنها . كان فيه صور عظيمة من الذهب والفضة ، وبركة عظيمة غشي ظاهرها وباطنها بصفائح الفضة ، وجعل عليها شجرة من الذهب فيها طيور تصوت وتصفر سماها طوبى بلغت النفقة على هذا القصر ألف ألف دينار وسبعمائة ألف دينار .
وقد وصفه الشعراء ، فمن ذلك قول السرى :
مجلس في فناء دجلة ، يرتا . . . حَ إليه الخليع والمستوُرُ .
طائرٌ في الهواء ، فالبرق يسرى . . . دون أعلاه والحمامُ يطيرُ .
فإذا الغيم سار ، أسبل منه . . . حلل دون جدره وستور .
وإذا غارت الكواكب صبحا ، . . . فهو الكواكب الذي لا يغور

الصفحة 376