كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 377 """"""
وقال أيضاً :
منزلٌ كالربيع حلت عليه . . . حاليات السحاب عقد النطاق .
يُمتع العين في طرائف حسنٍ . . . تتحامى بها عن الإطراق .
بين ساجٍ كأنه ذائب التبر . . . على مثل ذائب الأوراق .
وقال أيضاً :
والقصر يبسم عن وجه الضحى ، فترى . . . وجه الضحى عند ما أبدي له شحبا .
يبيت أعلاه بالجوزاء منتطقاً ، . . . ويغتدي برداء الغيم محتجبا
وقال أبو سعيد الرستمي ، يصف دارا بناه الصاحب بن عبَّاد :
وسامية الأعلام تلحظ دونها . . . سنا النجم في آفاقها متضائلاً .
نسخت بها إيوان كسرى بن هرمز ، . . . فأصبح في أرض المداين عاطَلا .
فلو أبصرت ذات العماد عمادها ، . . . لامست أعاليها حياءً أسافلاَ .
ولو لحظت جنات تدمر حسنها ، . . . درت كيف تبني بعدهن المجادلا .
متى ترها خلت السماء سرادقاً . . . عليها وأعلام النجوم تماثلا .
وقال علي بن يوسف الإيادي ، يذكر داراً بناها المعز العبيدي بمصر وسماها العروسين :
بنى منظرا يسمى العروسين رفعةً ، . . . كأن الثريا عرست في قبابهِ .
إذا الليل أخفاه بحلكة لونه ، . . . بدا ضوءه كالبدر تحت سحابهِ .
تمكن من سعد السعود محله ، . . . فأضحى ومفتاح الغنى فتح بابهِ .

الصفحة 377