كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 378 """"""
ولو شاده عزم المعز ورأيه . . . على قدره في ملكه ونصابهِ ،
لكان حصى الياقوت والتبر مفرغاً . . . على المسك من أجرِّه وترابهِ .
وقال عبد الجبار بن حمديس الصقلي ، يصف داراً بناها المعتمد بن عباد من أبيات :
ويا حبذا دار قضى الله أنها . . . يجدد فيها كل عز ولا يبلى
وما هي إلا خطة الملك التي . . . يحط إليها كل ذي أملٍ رحلا .
إذا فتحت أبوابها ، خلت أنها . . . تقول بترحيب لداخلها : أهلا .
وقد نقلت صناعها من صفاتهِ . . . إليها أفانينا ، فأحسنت النقلا .
فمن صدره رحبا ، ومن نوره سناً ، . . . ومن صيته فرعا ، ومن حلمه أصلا فأعلت به في رتبة الملك نادياً ، . . . وقل له فوق السماكين أن يعلى .
نسيت به إيوان كسرى ، لأنني . . . أراه له مولىً من الحسن لا مثلا .
ترى الشمس فيها ليقةً تستمدها . . . أكفٌ ، أقامت من تصاويرها شكلا .
لها حركات أودعت في سكونها ، . . . فما تبعت من نقلهن يد رجلا .
ولما عشينا من توقد نورها ، . . . تخذنا سناه في نواظرنا كحلا .