كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 379 """"""
وقال أيضاً من قصيدة يصف فيها دارا بناها المنصور ببجاية ، جاء منها :
واعمر بقصر الملك ناديك الذي . . . أضحى بمجدك بيته معمورا
قصرٌ لو انك قد كحلت بنوره . . . أعمى ، لعاد على المقام بصيرا .
واشتق من معنى الحياة نسيمه ، . . . فيكاد يحدث للعظام نشورا .
فلو أن بالإيوان قوبل حسنه ، . . . ما كان شيئاً عنده مذكورا .
نسي الصبيح مع المليح بذكره ، . . . وسما ففاق خورنقاً و سديرا .
أعيت مطالعه على الفرس الألى . . . رفعوا البناء وأحكموا التدبيرا .
ومضت على القوم الدهور وما بنوا . . . لملوكهم شبهاً له ونظيرا .
أذكرتنا الفردوس حين أريتنا . . . غرفا رفعت بناءها ، وقصورا .
فلكٌ من الأفلاك ، إلا أنه . . . حقر البدور فأطلع المنصورا .
أبصرته فرأيت أبدَع منظرا . . . ثم انثنيت بناظري محسورا .
وظننت أني حالم في جنةٍ . . . لما رأيت الملك فيه كبيرا .
وإذا الولائد فتحت أبواَبهَا ، . . . جعلت ترحبَ بالعفُاة صَريرا .
عضت على حلقاتهن ضراغمٌ . . . فغرت بها أفواهها تكشيرا .
فكأنها لبدت لتهصر عندها . . . من لم يكن بدخوله مأمورا .
تجري الخواطر مطلقات أعنةٍ . . . فيه ، فتكبو عن مداهُ قصورا .