كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 380 """"""
بمرخم الساحات تحسب أنهَ . . . فرش البها وتوشح الكافورا .
ومحصب بالدرَّ تحسب تربه . . . مسكاً تضوع نشره وعبيرا .
يستخلف الإصباح منه إذا انقضى . . . صبحاً على غسق الظلام منيرا .
ضحكت محاسنه إليك كأنما . . . جعلت له زهر النجوم ثغورا .
ومصفح الأبواب تبراً نظروا . . . بالنقش بين شكوله تنظيرا .
تبدو مسامير النضار كما علت . . . فلك النهود من الحسان صدورا .
خلعت عليه غلائلاً ورسيةً . . . شمسٌ ترد الطرف عنه حسيرا .
فإذا نظرت إلى غرائب حسنه ، . . . أبصرت روضاً في السماء نضيرا .
وعجبت من خطافي عسجده التي . . . حامت لتبني في ذراه وكورا .
وضعت به صناعه أقلامها ، . . . فأرتك كل طريدةٍ تصويرا .
فكأنما للشمس فيه ليقةٌ . . . مشقوا بها التزويق والتشجيرا .
وكأنما فرشوا عليه ملاءةً . . . تركوا مكان وشاحها مقصورا .
يا مالك الملك الذي أضحى له . . . ملك السماء على العُداة نصَيرا .
كم من قصور للملوك تقدمت . . . فاستوجبت بقصورك التأجيرا .
فعمرتها وملكت كل رياسةٍ . . . منها ، ودمرت العِدا تدميرا .
وقال عمارة اليمني ، يصف دارا بناه فارس الإسلام من أبيات :
فتملَّ دارا شيدتها همةٌ ، . . . يغدو العسير بأمرها متيسرا .
فاقت على الإطلاق كل بنيةٍ . . . وسمت بسعدك عزة وتكبرا .
أنشأت فيها للعيون بدائعاً . . . دقت فأذهل حسنها من أبصرا .

الصفحة 380