كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 381 """"""
فمن الرخام : مسيراً ، ومسهماً ، . . . ومنمنما ، ومدرهما ، ومدنرا .
وسقيت من ذوب المضار سقوفها . . . حتى يكاد نضارها أن يقطرا .
لم يبق نوع صامت أو ناطقٌ . . . إلا غدا فيها الجميع مصورا . فيها حدائق لم تجدها ديمةٌ . . . كلا ولا نبتت على وجه الثرى .
لم يبد فيها الروض إلا مزهرا . . . والنخل والرمان إلا مثمرا .
والطير مذ وقعت على أغصانها . . . وثمارها لم تستطع أن تنفرا .
وبها من الحيوان كل مشبهٍ . . . لبس الحرير العبقري مصورا .
لا تعدم الأبصار بين مروجها . . . ليثا ولا ظبياً بوجرة أعفرا .
أنست نوافر وحشها لسباعها . . . فظبائها لا تتقي أسد الشرى .
وكأن صولتك المخيفة أمنَّت . . . أسرابها أن لا تخاف فتذعرا .
وبها زرافات كأن رقابها . . . في الطول ألويةً تؤم العسكرا .
نوبية المنشا تريك من المها . . . روقاً ومن بزل المهاري مشفرا .
جبلت على الإيقاع من أعجازها . . . فتخالها في التيه تمشي القهقرى

الصفحة 381