كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 384 """"""
والمنايا مواثل وأنو شروا . . . ن يزجي الصفوف تحت الدرفس
وقال أيضا من قصيدة يرثى فيها المتوكل ، ويذكر قصره الجعفري :
محل على القاطول أخلق داره ، . . . وعادت صروف الدهر جيشاً تعُاورهْ .
كأن الصبا توفي نذورا ، إذا انبرت . . . تجر به أذيالها وتباكره .
ورب زمانٍ ناعم تم عهده ، . . . ترق حواشيه ويونق ناظره .
تغير حسن الجعفري وأنسه . . . وقوض بادي الجعفري وحاضره .
تحمل عنه ساكنوه فجاءة ، . . . فعادت سواءً دوره ومقابره
إذا نحن زرناه ، أجد لنا الأسى ؛ . . . وقد كان قبل اليوم يبهج زائره . ولم أنس وحش القصرإذريع سربه . . . وإذ ذعرت أطلاؤه وجآذره .
وإذ صيح فيه بالرحيل فهتكت . . . على عجل أستاره وسرائره .
وأوحشه حتى كأن لم يكن به . . . أنيسٌ ولم تحسن العين مناظره .
كأن لم تبت فيه الخلافة طلقةً . . . بشاشتها ، والملك يشرق زاهره .
ولم تجمع الدنيا إليه بهاءها . . . وبهجتها والعيش غض مكاسره .
فأين الحجاب الصعب حيث تمنعت . . . بهيبتها أبوابه وستائره ؟
وأين عمود الملك في كل نوبة . . . تنوب وناهي الدهر فيه وآمره ؟

الصفحة 384