كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
وقال آخر :
وعين الشمس ترنو من بعيدٍ . . . رنو البكر من خلف الستور .
وقال محمد بن رشيق :
فكأن الشمس بكرٌ حجبت . . . وكأن الغيم سترٌ قد ستر .
5 - ذكر شيء مما وصفت به على طريق الذم
فمن ذلك ما قاله عبد الملك بن عمير ، وقد سئل عنها فقال : مظهرة للداء ، مثقلة للهواء ، مبلاة للثوب ، جالبة للهب .
وقال آخر : الشمس تشحب اللون ، وتغير العرق ، وتُرخى البدن ، وتثير المرة .
إذا احتجمت فيها ، أمرضتك ؛ وإن أطلت النوم فيها ، أفَلجتك ؛ وإن قربت منها ، صرت زنجياً ، وإن بعدت عنها ، صرت صقلياً .
وقال ابن سينا الملك :
لا كانت الشمس فكم أصدأت . . . صفحةَ خدً كالحسام الصقيل
وكم وكم صدت بوادي الكرى . . . طيف خيالٍ جاءني عن خليل
وأعدمتني من نجوم الدجى . . . ومنه روضاً بين ظلً ظليل
تكذب في الوعد ؛ وبرهانه . . . أن سراب القفر منها سليل .
وهي إذا أبصرها مبصرٌ . . . حديد طرفٍ ، راح عنها كليل

الصفحة 40