كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 43 """"""
والدعاء . ومن سنتهم أنهم اتخذوا لها صنماً بيده جوهرة على لون النار . وللصنم بيت خاص بنوه باسمه ووقفوا عليه ضياعاً ، وله سدنة وقوام . فتأتي هذه الطائفة إلى البيت ، ويصلون فيه ثلاث كرات . ويأتي أصحاب العلل والأمراض فيصومون له ، ويصلون ، ويدعون ، ويستشفون به .
9 - ذكر ما قيل في القمر " وهو النير الثاني
" ذهب وهب بن منبه أن القمر موضوع على عجلة في فلك ، والفلك يدور بأمر الله تعالى إلى ناحية المغرب ، والعجلة يجرها ثلمائة وستون ملكاً إلى ناحية المشرق ؛ وتدوير العجلة من تدرير الفلك الأعظم ؛ وتدوير فلك القمر من تدوير العجلة .
ويقال : إن القمر كان كالشمس في الضياء . فلم يكن يعرف الليل من النهار ، فأمر الله تعالى جبريل أن يمر عليه بجناحه ، فمر عليه ، فمحاه ، فهو ما ترى فيه من السواد .
وبهذا القول فسر قوله تعالى " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " .
قالوا : ولا يسمى قمرا إلا بعد مضى ثلاث ليال من استهلاله . والأقمر هو الأبيض .
- ذكر ما قيل في القمر " من استهلاله إلى انقضاء الشهر وأسماء لياليه
" قالوا : وللقمر من أول الشهر إلى آخره خمس حالات ؛ وللياليه عشرة أسماء أما حالاته الخمس : فالأولى : الهلالية ، وهي خروجه من تحت شعاع الشمس وظهوره في الغرب في أول الشهر .
الثانية : أن يفضل فيه النور على الظلمة ، وذلك في الليلة السابعة من الشهر .

الصفحة 43