كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 49 """"""
وهو على عادته دائماً . . . يجامع الأنثى ولا يتقي .
ثم يجوب القفر من أجلها . . . مشتملاً في مطرف أزرق .
حتى إذا قابلها ثانياً . . . تشكه بالرمح في المفرق .
وبعد ذا تلبسه حلةً . . . يا حسنها في لونها المونق
فجسمه من ذهبٍ جامدٍ . . . وجلده صيغ من الزئبق .
وهو إذا أبصرته هكذا . . . أملح من صاحبة القرطق .
وقال ابن المعتز :
نظرت في يوم لذةٍ عجبا . . . وافى به للسعود مقدارُ .
يقابل الشمس فيه بدر دجى . . . يأخذ من نورها ويمتارُ .
كصير في يروح منتقداً . . . في كفه درهمً ودينارُ .
وقال عبد الله بن علي الكاتب :
كشف البدر وجهه لتمامٍ ، . . . فوجوه النجوم مستترات .
وكأن البدر التمام عروسٌ ، . . . وكأن النجوم مستنقبات .
- ذكر شيء مما قيل فيه على طريق الذم
حكى أن أعرابياً رأى رجلاً يرقب الهلال . فقال له : ما ترقب فيه ، وفيه عيوب لو كانت في الحمار لرد بها ؟ قال : وما هي ؟ فقال : إنه يهدم العمر ، ويقرب الأجل ، ويحل الدين ، ويقرض الكتان ، ويشحب اللون ، ويفسد اللحم ، ويفضح الطارق ، ويدل السارق .