كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 50 """"""
ومن عيوبه أن الإنسان إذا نام في ضوئه حدث في بدنه نوع من الاسترخاء والكسل ، ويهيج عليه الزكام والصداع ؛ وإذا وضعت لحوم الحيوانات مكشوفة في ضوئه ، تغبرت طعومها وروائحها .
وقال ابن الرومي :
رب عرضٍ منزهٍ عن قبيحٍ . . . دنسته معرضات الهجاء .
لو أراد الأديب أن يهجو البد . . . ر ، رماه بالخطة الشنعاء .
قال : يا بدر أنت تغدر بالسا . . . رى وتزرى بزروة الحسناء .
كلف في شحوب وجهك يحكى . . . نكتا فوق وجنةٍ برضاءِ .
يعتريك المحاق ثم يخلي . . . ك شبيه القلامة الحجناء .
ويليك النقصان في آخر الشه . . . ر فيمحوك من أديم السماء .
فإذا البدر نيل بالهجو ، هل يأ . . . من ذو الفضل ألسن الشعراء ؟
لا لأجل المديح ، بل خيفة الهج . . . و أخذنا جوائز الخلفاء
هذا ما أمكن إيراده في القمر ، فلنذكر خبر عباد القمر .
- ذكر عباد القمر
قال الشهر ستانى : عباد القمر طائفة الهنود يسمون الحندر بكتية ، أي عباد القمر . يزعمون أن القمر ملك من الملائكة يستحق التعظيم والعبادة ، وإليه تدبير هذا العالم السفلي ، ومنه نضج الأشياء المتكونة واتصالها إلى كمالها ؛ وبزيادته ونقصانه تعرف الأزمان والساعات ؛ وهو تلو الشمس وقرينها ، ومنها نوره ، وبالنظر إليها زيادته ونقصانه ؛ ومن سنتهم أنهم اتخذوا صنما على عجلة تجره أربعة ، وبيده

الصفحة 50