كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 51 """"""
جوهرة ؛ ومن دينهم أن يسجدوا له ويعبدوه ، وأن يصوموا النصف من كل شهر ، ولا يفطروا حتى يطلع القمر ، ثم يأتون الصنم بالطعام والشراب واللبن ، ثم يرعبون إليه وينظرون إلى القمر ، ويسألونه حوائجهم ؛ فإذا استهل الشهر علوا السطوح ، وأوقدوا الدخن ، ودعوا عند رؤيته ، ورغبوا إليه ، ثم نزلوا عن السطوح إلى الطعام والشراب والفرح والسرور ، ولم ينظروا إليه إلا على وجوه الحسنة . وفي نصف الشهر إذا فرغوا من الإفطار ، وأخذوا في الرقص واللعب بالمعازف بين يدي الصنم والقمر .
- ذكر ما قيل في الكواكب المتحيرة
والكواكب الخمسة الباقية من الكواكب السبعة تسمى المتحيرة . ثلاثة منها علوية تعلو أفلاكها فلك الشمس ، وهي زحل ، والمشتري ، والمريخ ، واثنان منها سفلية فلكهما تحت فلك الشمس ، وهي الزهرة ، وعطارد .
وسميت هذه الكواكب المتحيرة لأنها ترجع أحياناً عن سمت مسيرها بالحركة الشرقية ، وتتبع الغربية ، فهذا الارتداد فيها شبه التحير .
- ذكر عباد الروحانيات " وما احتجوا به في سبب عبادتهم لها
" وعباد الروحانيات هم الصابئة . يقال : صبأ الرجل إذا مال وزاغ .
ومذهب هؤلاء أن للعالم صانعاً فاطراً حكيماً مقدساً عن سمات الحدثان .
وكانت الصابئة تقول : إنا نحتاج في معرفة الله تعالى ومعرفة طاعته وأوامره وأحكامه ، إلى متوسط ؛ ولكن ذلك المتوسط يجب أن يكون روحانياً لا

الصفحة 51