كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 54 """"""
والهالة والمجرة ؛ وما يحدث في الأرض من الزلال والمياه والأنجرة إلى غير ذلك .
ومنها متوسطات القوى السارية في جميع الموجودات ، ومدبرات الهداية الشائعة في جميع الكائنات ، حتى لا ترى موجوداً ما خالياً عن قوة وهداية ، إذا كان قابلاً لهما . قالوا : وأما الحالة ، فأحول الروحانيات من الروح ، والريحان ، والنعمة ، واللذة ، والراحة ، والبهجة ، والسرور في جوار رب العالمين ، كيف تخفى ؟ ثم طعامهم وشرابهم والتسبيح والتقديس والتهليل والتمجيد ؛ وأنسهم بذكر الله وطاعته ، فمن قائم وراكع وساجد ، ومن قاعد لا يريد تبدل حالته لما هو فيه من النعمة واللذة ، ومن خاشع بصره لا يرفع ، ومن ناظر لا يغمض ، ومن ساكن لا يتحرك ، ومتحرك لا يسكن ، وكروبي في عالم القبض ، وروحاني في عالم البسط " لا يعصون الله ما أمرهم " .
وقد جرت مناظرات ومحاورات بين الصابئة والحنفاء في المفاصلة بين الروحاني المحض والبشرية النبوية ، ليس هذا موضع إيرادها .
فلنذكر إن شاء الله تعالى بيوت الهياكل ، تلو ما ذكرناه من عباد الروحانيات ومحتجاتهم
- ذكر بيوت الهياكل " وأماكنها ونسبتها إلى الكواكب
" قالوا : ثم لم تقتصر على الصابئة على التقرب إلى الروحانيات بأعيانها ، والتلقى بذواتها حتى اتخذوا أصناماً على هيئة الكواكب السبعة ، وجعلوا لها بيوتاً ، وسموا

الصفحة 54