كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 56 """"""
وحكى غير المسعودي أن البيت الأول الكعبة . ويذكرون أن إدريس عليه السلام أوصى به ، وأوصى أن يكون الحج إليه وهو عندهم بيت زحل ؛ والبيت الثاني وهو بيت المريخ ، يزعمون أنه كان بصور من الساحل الشامي ؛ والبيت الثالث وهو بيت المشتري ، كان بدمشق بناه جيرون بن سعد بن عاد ، وموضعه الآن الجامع الأموي ؛ والبيت الرابع وهو بيت الشمس بمصر ، ويسمى عين شمس ، وآثاره باقية إلى وقتنا هذا ؛ والبيت الخامس هو بيت الزهرة ، كان بمنبج وخرب ، والبيت السادس بيت عطارد ، وكان بصيدا من الساحل الشامي وخرب ؛ والبيت السابع وهو بيت القمر ، كان بحران ؛ وهو بيت الصابئة الأعظم .
الباب الخامس من القسم الأول من الفن الأول
- في الكواكب الثابتة
ذهب بعض من تكلم في ذلك أن هذه الكواكب معلقة في سماء الدنيا كالقناديل ، وأنها مخلوقة من نور .
وقال آخرون : إنها معلقة بأيدي ملائكة . وفسر بهذا القول قوله تعالى " إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت " . يقال انتثارها يكون بموت من كان يحملها من الملائكة .
وهذه الكواكب في سماء الدنيا بنص الكتاب العزيز ، لقول الله عز وجل : ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين .

الصفحة 56