كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 72 """"""
8 - ذكر شيء مما قيل في وصف السحاب والمطر
قال أبو تمام الطائي :
سحابة صادقة الأنواء . . . تجر أهداباً على البطحاء .
تجمع بين الضحك والبكاء : . . . بدت بنارٍ وثنت بماءِ .
وقال أبو عبادة البحتري عفا الله تعالى عنه :
ذات ارتجاس بحنين الرعد . . . مجرورة الذيل صدوق الوعد ،
مسفوحة الدمع بغير وجد . . . لها نسيمٌ كنسيم الورد ،
ورنة مثل زئير الأسد . . . ولمع برقٍ كسيوف الهند .
جاءت بها ريح الصبا من نجد . . . فانتثرت مثل انتثار العقد .
وراحت الأرض بعيش رغد . . . من وشي أنوار الثرى في برد .
كأنما غدرانها في الوهد . . . يلعبن ترحاباً بها بالرند .
وقال أبو الحسن علي بن القاسم القاشاني من شعراء اليتيمة عفا عنه :
إذا الغيوم أرجحن باسقها . . . وحف أرجاءها بوارقها ،
وعبيت للثرى كتائبها . . . وانتصبت وسطها عقائقها ،
وجلجل الرعد بينها فحكى . . . خفق طبولٍ ألح خافقها ،
وابتسمت فرحةً لوامعها . . . واختلفت عبرةً حمالقها ،