كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 76 """"""
وقال أبو عبد الله محمد بن الخياط من شعرائها :
راحت تذكر بالنسيم الَّراحا . . . وطفاء تكسر للجنوح جناحا .
أخفى مسالكها الظلام فأوقدت . . . من برقها ، كي تهتدي ، مصباحا .
وكان صوت الرعد خلف سحابها . . . حاد إذا ونت السحائب ، صاحا .
جادت على التلعات فاكتست الربا . . . ملّلاً أقام لها الربيع وشاحا .
وقال ابن برد الأصغر الأندلسي من شعرائها :
ومازلت أحسب فيه السحاب ، . . . ونار بوارقها تلتهب :
بخاتي توضع في سيرها . . . وقد قرعت بسياط الذهب .
ومما ورد في وصفها نثرا
قال بعض الأندلسيين من رسالة : ثم أرسل الله الرياح من كنائنها ، وأخرجها من خزائنها ؛ قجرت ذيولها ، وأجرت خيولها ؛ خافقة بنودها ، متلاحقة جنودها ؛ فاثارت الغمام ، وقادته بغير زمام ؛ وأنشأت بحرية من السحاب ، ذات أتراب وأصحاب ؛ كثيراً عددها ، غزيرا مددها ، فبشرت بالقطر كل شائم ، وانذرت بالورد كل حائم ، والريح تنثهّا ، والبرق يحثهُّا ، كأنه قضيب من ذهب ، أو لسان من لهب ؛ وللسحاب من ضوء البرق هاد ، ومن صوت الرعد حاد ؛ والريح توسع بلحمتها سداها ، وتسرع في حياكتها يداها . فلما التحم فتقها ، والتأم رتقها ؛ وامتدت أشطانها ، واتسعت أعطانها ؛ وانفسحت

الصفحة 76