كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 82 """"""
روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال لجماعة من الأنصار : ما كنتم تقولون في هذا النجم الذي يرمى به ؟ قالوا : يا رسول الله ، كنا نقول إذا رأيناها يرمى بها : مات ملك ، ولد مولود ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ليس ذلك كذلك ، ولكن الله تعالى كان إذا قضي في خلقه أمر اسمعه الملائكة فيسبحون ، فيسبح من تحتهم لتسبيحهم ، فيسبح من تحت أولئك حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيسبحون ، ثم يقولون ألا تسألون من فوقكم مم يسبحون ؛ فيقولون قضى الله في خلقه كذا وكذا ، للأمر الذي كان . فيهبط به الخبر من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيتحدثون به ، فتسترقه الشياطين بالسمع على توهم واختلاف . ثم يأتون به الكهان ، فيصيبون بعضا ، ويخطئون بعضا . ثم أن الله تعالى حجب الشياطين بهذه النجوم التي يقذفون بها فانقطعت الكهانة ، فلا كهانة اليوم .
والشهب التي يقذف بها الشياطين غير النجوم الثوابت التي منها البروج والمنازل لقول الله تعالى " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين " .
وقال بعض الشعراء :
وكوكبٍ نظر العفريت مسترقاً . . . للسمع فانقض يذكى أثره لهبه
كفارس حل من تيهٍ عمامته . . . وجرَّها كلها من خلفه عذبه
وكتب ابن الحرون إلى صديق له ، وقد كثر انقضاض الكواكب ، وذلك في أيام المتوكل على الله : أما بعد . فإن الفلك قد تفرى عن شهبٍ ثواقب ، كنيران الحباحب ، متقدة كشرر الزنود ، وشعل زبر الحديد ، مازجها عرض حمرة البهرمان ، وصفرة