كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 83 """"""
العقيان . فهي كأرسال جرادٍ منتشر ، وهشيم ذرته ريح صرصر ، في سرعة الكف ، ووحي لحظ الطرف .
ب - وأما الصواعق
، فهي ما قاله الزمخشري في تفسيره : الصاعقة قصفة في رعد ينقض معها شقة من نار .
وقالوا : إنها تنقدح من السحاب إذا أصطكت أجرامه . وهي نار لطيفة حديدة لا تمر بشيء لا أتت عليه ، إلا أنها مع حدتها سريعة الخمود . على أنها متى سقطت على نخلة أحرقت عاليها .
وقال صاحب كتاب مناهج الفكر ومباهج العبر في كتابه : ومن عجيب شأنها أنها تحرق ما في الكيس ، ولا تحرق الكيس ؛ وإن احترق فإنما يحترق باحتراق ما ذاب فيه سال . قال : وهي إذا سقطت على جبل أو حجر كلسته ونفذته ، وإذا سقطت في بحر غاصت فيه وأحرقت ما لاقت من جوانبه . وربما عرض لها عند انطفائها في الأرض برد ويبس ، فتكون منها إجرام حجرية أو حديدية ، أو نحاسية . وريما طبعت الحديد سيوفاً لا يقوم لها شيء .
ج - وأما الرعد وما قيل فيه
. قال الله تبارك وتعالى : " ويسبح الرعد بحمده " . قال المفسرون : الرعد ملك موكل بالسحاب ، معه كر من حديد ، يسوقه من بلد إلى بلد كما يسوق الراعي إبله . فكلما خالف سحاب ، صاح به فزجره فالذي يسمع هو صوت الملك .
وقال الزمخشري من تفسيره : الرعد الذي يسمع من السحاب ، كأن أجرام السحاب تضطرب وتنتفض إذا حدتها الريح فتصوت عند ذلك .
وأما صوت الرعد ، تقول العرب : رعدت السماء .
فإذا ازداد صوتها ، قيل : ارتجست .

الصفحة 83