كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 86 """"""
وقال أحمد بن عبد العزيز القرطبي ، شاعر الذخيرة :
ولما تجلى الليل والبرق لامعٌ . . . كما سل زنجي حساماً من التبّر .
وبت سمير النجم وهو كأنه . . . على معصم الدنيا جبائر من در .
وقال محمد بن عاصم ، شاعر الخريدة عفا الله عنه : د
أضاء بوادي الأثل والليل مظلم . . . بريق كحد السيف ضرجه الدم .
إذا البرقُ أجرى طرفه فصهيله . . . إذا ما تفرى رعده المترنم .
فشبهته إذ لاح في غسق الدجى . . . بأسنان زنجي بدت تتبسم .
وقال أيضاً :
والبرق يضحك كالحبيب وعنده . . . رعدٌ يخشن كالرقيب مقالهُ
وقال آخر :
أرقت لبرق غدا موهنا . . . خفي كغمزك بالحاجب
كأن تألقه في السماء . . . يدا كاتب أو يد حاسب .
وقال عبد الله بن المعتز ، يشير إلى سحابة :
رأيت فيها برقها منذ بدت . . . كمثل طرف العين أو قلبٍ يحب .
ثم حدت بها الصبا حتى بدا . . . فيها إلى البرق كأمثال الشّهب .
تحسبه فيها إذا ما انصدعت . . . أحشاؤها عنه شجاعاً يضطرب .
وتارةً تبصره كأنه . . . أبلق مال جله حين وثب .
حتى إذا ما رفع اليوم الضّحى . . . حسبته سلالاً من الذهب .

الصفحة 86