كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 87 """"""
قوله شجاعا مأخوذ من قول دعبل
أرقت لبرقٍ آخر الليل منصب . . . خفى كبطن الحية المتقلب .
وقال أيضا :
ما زلت أكلأ برقاً في جوانبه . . . كطرفة العين تخبر ثم تختطف .
برق تجاسر من حفان لاُمِعه . . . يقض اللبانَةَ من قلبي وينَصَرفُ .
وأما قوس قزح وما قيل فيه
: قالوا : وإنما سمي لذلك لتلونه .
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يكره أن يسميه قوس قزح ، ويسميه قوس الله ، ويقول : قُزَحُ اسم الشيطان .
وزعم القدماء في علة تلونه وتكونه ، إنه إذا تكاثف جزء من الهواء بالبرد ثم أشرق عليه نور بعض الكواكب انصبغ ذلك الجزء ، وانعطف منه الضوء إلى ما يليه من الهواء كالحمرة الصافية إذا طلعت عليه الشمس سطع نورها ، وانعطف منه ألوان مختلفة إلى ما يقرب منها . وحمرته وصفرته من قبل الرطوبة واليبُس .
قالوا : وقياس ذلك النار ، فإنها إذا كانت من حطب رطب ، كان لونها أحمر كدراً ، فإن كانت من حطب يابس ، كان لونها أصفر صافيا .
وقال آخرون : القوس يحدث عن رطوبة الهواء وصقالته ، حتى يمكن أن ترسم فيه دائرة الشمس كما ترسم الأشباح في المرايا ، وتشتبك الأشعة بما يكون فيه البخار الرطب فيتولد ، فيكون منها تلك الألوان . وإنما توجد دائرة على الناظر ، لأن الشمس أبداً تكون في قفاها ، ولذلك ترى في مقابلة الجهة التي تكون فيها الشمس ، فترى في المغرب إذا كانت الشمس في المشرق ، وترى في المشرق إذا كانت في المغرب .