كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 90 """"""
الرحمة : المبشرات ، والنشر ، والمرسلات ، والرخاء . وأسماء أقسام قسم العذاب : العاصف ، والقاصف ، " وهما في البحر " ، والعقيم ، والصرصر " وهما في البر " .
وقد جاء القرءان بكل هذه الأسماء .
- ذكر ما قيل في حد الهواء
قال الشيخ الرئيس أبو على بن سينا في حدّه : الهواء حرم بسيط ، طباعه أن يكون حاراً رطباً مشفا متحركاً إلى المكان الذي تحت كرة النار التي فوق كرة الأرض والماء .
وقال إبقراط : إن تغير حالات الهواء هو الذي يغير حالات الناس مرة إلى الغضب ، ومرة إلى السكون ، وإلى الهم والسرور ، وغير ذلك . وإذا استوت حالات الهواء ، استوت حالات الناس وأخلاقهم .
وقال : إن قوى النفوس تابعة لأمزجة الأبدان ، وأمزجة الأبدان تابعة لتصرف الهواء ، إذا برد مرة ، وسخن مرة ، خرج مرة الزرع نضيجا ، ومرة غير نضيج ، ومرة قليلا ، ومرة كثيرا ، ومرة حارا ، ومرة باردا ، فتتغير لذلك صورهم ومزاجاتهم . وإذا استوى واعتدل الهواء ، خرج الزرع معتدلاً ، فاعتدلت بذلك الصور والمزاجات . قال : والعلة في تشابه الترك ، هو أنه لما استوى هواء بلادهم في البرد استوت صورهم وتشابهوا .
وقال : إن الرياح تقلب الحيوان حالاً إلى حال ، وتصرفه من حر إلى برد ، ومن يبس إلى رطوبة ، ومن سرور إلى خزن ؛ وإنها تغير ما في البيوت من أصناف المأكل كالتمر ، والعسل ، والسمن ، والشراب ، فتسخنها مرة ، وتبردها أخرى ، وتصلبها مرة ، وتيبسها مرة . وعلة ذلك أن الشمس والكواكب تغير الهواء بحركاتها ؛ وإذا تغير الهواء ، تغير بتغيره كل شيء .