كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 96 """"""
وتميل الأغصان بعد علُّوها . . . حتى تقبل أوجه الغدران .
وكذلك العشاق يتخذونها . . . رسلا إلى الأحباب والأوطان .
وقال آخر :
أيا جبلى نعمان بالله خليا . . . سبيل الصبَّا يخلص إلى نسيمها .
أجد بردها أو تشف مني حرارةً . . . على كبدٍ لم يبق إلا صميمها .
فإن الصبا ريح إذا ما تنفست . . . على كبدٍ حراء ، قلت همومها .
وقال ابن هتيمل اليمني :
هبت لنا سحراً ، والصبح ملتثم ، . . . والليل قد غاب فيه الشيب والهرم .
سقيمة من نبات الشرق أضعفها . . . عن قوة السير ، لما هبت ، السقم .
فبلغت بلسان الحال قائلةً . . . ما لم يبلغه يوماً إلى فم ،
سرا لغاينه تسرى إلى به . . . من النسيم رسول ليس يتهم .
أصافح الريح إجلالاً لما حملت . . . إلى من ريح برديها وأستلم .
الباب الرابع من القسم الثاني من الفن الأول
- في أسطقس النار وأسمائها ، وعبادها ، وبيوت النيران
حكى أصحاب التواريخ في حدوث النار أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض وحج ، ونزل جبل أبي قبيس . فأنزل الله إليه مرختين من السماء ، فحك إحداهما بالأخرى فأوريا نارا ، فلهذا سمي الجبل بأبي قبيس .
ويدل على أن النار من الشجر ، وقوله عز وجل : " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " .