كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 1)
"""""" صفحة رقم 97 """"""
والعرب تقول : في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار . لأنهما أسرع اقتداحا .
قال الله عز وجل : " أفرأيتم النار التي توقدون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون " .
وقال أصحاب الكلام في الطبائع : إن الله عز وجل جمع من النار الحركة ، والحرارة ، واليبوسة ، واللطافة ، والنور . وهي تفعل بكل صورة من هذه الصور خلاف ما تفعل بالأخرى .
فبالحركة تعلي الأجسام ؛ وبالحرارة تسخن ؛ وباليبوسة تجفف ؛ وباللطافة تنفذ ؛ وبالنور تضيء ما حولها .
ومنفعة النار تختص بالإنسان دون سائر الحيوان . فلا يحتاج إليها شيء سواه ، وليس به عنها غني في حال من الأحوال .
ولهذا عظمتها المجوس ، وقالوا : إذ أفردتنا بنفعها ، فنفردها بتعظيمها . على أنهم يعظمون جميع ما فيه منعة على العباد ، فلا يدفنون موتاهم في الأرض ، ولا يستنجون في الأنهار .
- ذكر أسماء النار " وأحوالها في معالجتها وترتيبها
" أما أسماؤها ، فمنها : النار ، والصلاء ، والسكن ، والضرمة ، والحرق ، والحمدة " وهو صوت التهابها " ، والحدمة ، والجحيم ، والسعير ، والوحى .
وأما تفصيلأحوالها ومعالجتها وترتيبها ، فقد قال الثعالبي في فقه اللغة : إذا لم يخرج النار عن القدح ، قيل : كبايكبو .
فإذا صوت ولم يخرج ، قيل : صلد يصد .
فإذا أخرج النار ، قيل : ورى يرى .
فإذا ألقى الإنسان عليها ما يحفظها ويذكيها ، تقول : شيعتها وأثقبتها .