كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة (اسم الجزء: 2)
680 - سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْقَافْلَائِيَّ , يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمَرُّوذِيَّ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُسْلِمٍ الزَّاهِدَ , رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ , وَقَدْ ذَكَرَ يَوْمًا الْمُخَالِفِينَ , وَأَهْلَ الْبِدَعِ , فَقَالَ: § «قَلِيلُ التَّقْوَى يَهْزِمُ الْعَسَاكِرَ وَالْجُيُوشَ»
681 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ , § «يَنْهَى عَنِ الْجِدَالِ إِلَّا رَجُلًا إِنْ كَلَّمْتَهُ طَمَعْتَ فِي رُجُوعِهِ»
682 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ عِيسَى الْخَيَّاطُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ , قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِيِّ , قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: " §آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ؟ قَالَ: مَنْ يَقْبَلُ مِنْكَ قَالَ الشَّيْخُ: صَدَقَ الْأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَهَكَذَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا إِمْرَةَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ , فَإِذَا كَانَ السَّائِلُ لَكَ هَذِهِ -[542]- أَوْصَافُهُ , وَجَوَابُكَ لَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي قَدْ شَرَحْتُهُ , فَشَأْنَكَ بِهِ , وَلَا تَأْلُ فِيهِ جَهْدًا , فَهَذِهِ سَبِيلُ الْعُلَمَاءِ الْمَاضِينَ الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَعْلَامًا فِي هَذَا الدِّينِ , فَهَذَا أَحَدُ الثَّلَاثَةِ , وَرَجُلٌ آخَرُ يَحْضُرُ فِي مَجْلِسٍ أَنْتَ فِيهِ حَاضِرٌ تَأْمَنُ فِيهِ عَلَى نَفْسِكَ , وَيَكْثُرُ نَاصِرُوكَ وَمُعِينُوكَ , فَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ فِيهِ فِتْنَةٌ وَبَلِيَّةٌ عَلَى قُلُوبِ مُسْتَمِعِيهِ لِيُوقِعَ الشَّكَّ فِي الْقُلُوبِ , لِأَنَّهُ هُوَ مِمَّنْ فِي قَلْبِهِ زَيْغٌ يَتْبَعُ الْمُتَشَابِهَ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَالْبِدْعَةِ , وَقَدْ حَضَرَ مَعَكَ مِنْ إِخْوَانِكَ وَأَهْلِ مَذْهَبِكَ مَنْ يَسْمَعُ كَلَامَهُ , إِلَّا أَنَّهُ لَا حُجَّةَ عِنْدَهُمْ عَلَى مُقَابَلَتِهِ , وَلَا عِلْمَ لَهُمْ بِقَبِيحِ مَا يَأْتِي بِهِ , فَإِنْ سَكَتَّ عَنْهُ لَمْ تَأْمَنْ فِتْنَتَهُ بِأَنْ يُفْسِدَ بِهَا قُلُوبَ الْمُسْتَمِعِينَ , وَإِدْخَالُ الشَّكِّ عَلَى الْمُسْتَبْصِرِينَ , فَهَذَا أَيْضًا مِمَّا تَرُدُّ عَلَيْهِ بِدْعَتَهُ , وَخَبِيثَ مَقَالَتِهِ , وَتَنْشُرُ مَا عَلَّمَكَ اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ , وَلَا يَكُنْ قَصْدُكَ فِي الْكَلَامِ خُصُومَتَهُ وَلَا مُنَاظَرَتَهُ , وَلْيَكُنْ قَصْدُكَ بِكَلَامِكَ خَلَاصَ إِخْوَانِكَ مِنْ شَبَكَتِهِ , فَإِنَّ خُبَثَاءَ الْمَلَاحِدَةِ إِنَّمَا يَبْسُطُونَ شِبَاكَ الشَّيَاطِينِ لِيَصِيدُوا بِهَا الْمُؤْمِنِينَ , فَلْيَكُنْ إِقْبَالُكَ بِكَلَامِكَ , وَنَشْرِ عِلْمِكَ وَحِكْمَتِكَ , وَبِشْرِ وَجْهِكَ , وَفَصِيحِ مَنْطِقِكَ عَلَى إِخْوَانِكَ , وَمَنْ قَدْ حَضَرَ مَعَكَ لَا عَلَيْهِ , حَتَّى تَقْطَعَ أُولَئِكَ عَنْهُ , وَتَحُولَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اسْتِمَاعِ كَلَامِهِ , بَلْ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَقْطَعَ عَلَيْهِ كَلَامَهُ بِنَوْعٍ مِنَ الْعِلْمِ تُحَوِّلُ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ عَنْهُ , فَافْعَلْ
الصفحة 541