كتاب عجالة الإملاء على الترغيب والترهيب - ط المعارف - ناقصة (اسم الجزء: 1)

الفن ومتعلقاته أكثر ما يمكن أن يحصل عليه مع ضبطه وصونه لها واستحضاره لأغلب ما فيها، وما لا يستحضره عرف المظان له منها على الأقل ويشب ويشيخ وهو على هذه الحالة من التعاطي والإدمان والانقطاع له فمن حصل ما ذكر أو تحقق وصفه ونعته به جاز أن يوصف بالحفظ عندي بحسب زمانه ومكانه" (١).
هذا شرط الكتاني فيما أطلق عليه الحافظ، وبناء عليه جعل يسرد عدداً من الحفاظ ابتداء من القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر، واعتبر الناجي من بين حفاظ القرن العاشر.
والكتاني معروف بسعة اطلاعه، وشمول معرفته، وغزارة علمه، ويكفي دليلاً على ذلك كتابه العظيم فهرس الفهارس والأثبات.
وقد جاء وصف الناجي بالحافظ في مواضع من كتاب "كشف الظنون" (٢). وقال في معجم المصنفين (٣): "كان عالماً بارعاً حافظاً لمتون الأحاديث واسع الدراية بأسانيدها".
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يشهد للمؤلف بسعة الاطلاع ورسوخ القدم في هذا الفن، والتفنن في العلوم والأدب الجم في النقد، وسوف نفصل القول في ذلك عند الحديث عن الدراسة العامة للكتاب.
ولقد اطلع على هذا الكتاب الشيخ الألباني واستفاد منه فائدة كبيرة في عمله في كتاب الترغيب والترهيب -كما سبق بيان ذلك- ووصف الكتاب والمؤلف بقوله: "وهو لعمر الله كتاب هام جداً دل على أن مؤلفه -رحمه الله- كان على ثروة عظيمة من العلم، وجانب كبير من دقة الفهم، جاء فيه بالعجب العجاب، طرزه بفوائد تسر ذوي الألباب، قلما توجد في كتاب" (٤).
---------------
(١) فهرس الفهارس ١/ ٧٧ - ٧٨.
(٢) كشف الظنون ١/ ١٣١، ٢/ ١٣٥٥.
(٣) معجم المصنفين ٤/ ٣٩٤.
(٤) مقدمة صحيح الترغيب ١/ ٦٣.

الصفحة 71