كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

وأظهر الجزع على ابن عمه المهدي، وبكى عليه، وأمر بتنظيف الرأس، وأنفذه إلى طليطلة، إلى ولد المهدي عبيد الله، فأعظم قتل أبيه ودفع بيعة هشام. وكان بعسكر سليمان عبد الرحمن بن متيوه، فلما بلغه مهلك المهدي بن عبد الجبار عدوه، كاتب واضحاً وتوثق له، فهرب إلى قرطبة، فدبر أمر هشام مدةً بعد قتل واضح وعلي بن وداعة، في أخبار طويلة، إلى أن ضعف أمر هشام. ودخل عليه سليمان دولته الأخيرة، ودبر قرطبة، إلى أن وقع له مع علي بن حمود ما وصفناه. انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان.
قال أبو الحسن بن بسام: وكان سليمان ممن مدت له في الأدب غابة، كبا دونها أهل الأدب، ورفعت له في الشعر راية مشى تحتها كثير من الشعراء والكتاب؛ غير أن أيام الفتون ألوت بذكره، وأيدي تلك الحرب الزبون طوت بجملة شعره؛ وهو أحد من شرف الشعر باسمه، وتصرف على حكمه؛ مع قعود همم أهل الأندلس يومئذ عن البحث عن مناقب عظمائهم، وزهدهم في الإشادة بمراتب زعمائهم. ولم أظفر له حين نقل هذه النسخة المقررة من هذا المجموع في وقتي المؤرخ إلا بقطعة

الصفحة 46