كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

وجالبة عذراً لتصرف رغبتي ... وتأبى المعالي أن تجيز لها عذرا
يكلفها الأهلون ردي جهالةً ... وهل حسن بالشمس أن تمنع البدرا
وماذا على أم الحبيبة إذ رأت ... جلالة قدري أن أكون لها صهرا
جعلت لها شرطاً علي تعبدي ... وسقت إليها في الهوى مهجتي مهرا
تعلقتها من عبد شمس غريرةً ... محدرةً من صيد آبائها غرا
حمامة عش العبشميين رفرفت ... فطرت إليها من سراتهم صقرا
لقد طال صوم الحب عنك فما الذي ... يضرك منه أن تكوني له فطرا
وإني لأستشفي بمري بداركم ... هدوءاً وأستسقي لساكنها القطرا
وألصق أحشائي ببرد ترابها ... لأطفئ من نار الأسى بكم جمرا
فإن تصرفيني يا ابنة العم تصرفي ... - وعيشك - كفأ مد رغبته سترا
وإني لأرجو أن أطوق مفخري ... بملكي لها وهي التي عظمت فخرا
وإني لطعان إذا الخيل أقبلت ... جرائدها حتى تري جونها شقرا
وإني لأولى الناس من قومها بها ... وأنبههم ذكراً وأرفعهم قدراً
وعندي ما يصبي الحليمة ثيباً ... وينسي الفتاة الخود عذرتها البكرا
جمال وآداب وخلق موطأ ... ولفظ إذا ما شئت أسمعك السحرا وإنه لمحها يوماً وأومأ بالسلام، فلم ترده عليه خجلاً، فكتب إليها:
سلام على من لم يجد بكلامه ... ولم يرني أهلاً لرد سلامه

الصفحة 56