كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

أرضها وسمائها، وأسوة كتابها وشعرائها؛ له عقد فخرها المحمول وسهم، وبه بدئ ذكرها الجميل وختم؛ حل اسمه من الأماني محل الأنس، وسار نظمه ونثره في الأقاصي والأداني مسير الشمس؛ وأحد من تضاءلت الآفاق عن جلالة قدره، وكانت الشام الشام والعراق أدنى خطى ذكره.
وقد أجرى الثعالبي طرفاً من أمره، وأغرب بلمع من شعره، فقال في كتابه المترجم ب - " اليتيمة ": " بلغني أن أبا عمر القسطلي كان عندهم بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام؛ وهو أحد شعرائهم الفحول هنالك. وكان يجيد ما ينظم " انتهى كلام الثعالبي.
وإنما ذكرته أنا؛ وكان من شعراء ابن أبي عامر، لأنه تراخت أيامه، وأغضى عنه حمامه، حتى أخرجته المحن، وسالت به تلك الفتن، الكائنة صدر المائة الخامسة من الهجرة.
وذكره ابن حيان معجباً من أخباره، معرباً عن جلالة مقداره؛ فقال: وأبو عمر القسلطي سباق حلبة الشعراء العامريين، وخاتمة محسني أهل الأندلس أجمعين. وكان ممن طوحت به تلك الفتنة الشنعاء، واضطرته إلى النجعة، فاستقرى ملوكها أجمعين، ما بين الجزيرة الخضراء، فسرقسطة من الثغر الأعلى؛ يهز كلا بمديحه

الصفحة 60