كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

والأقلام. وقد أتيت أنا من شعره بما يبهر نيرات الألباب، ويظهر خفيات الأسباب، ومن نثره ما يبهر العقول، ويباهي الغرر والحجول؛ وبسامي التيجان والأكاليل، ويسهل التقليد والتأويل.
@جملة من فصول اقتضبتها من كلامه الطويل،
@فراراً من التطويل
فصل له من رقعة: يا سيدي، ومن أبقاه الله كوكب سعد، في سمء مجد، وطائر يمنٍ، في أفناء أمن، مرجواً لدفع الاسواء، مؤملاً في اللأواء؛ وكنت قد نشأت في معقل من العفا والوفر، محدقاً بسور من الأمن والستر، حتى أرسل إليّ سلطان الفقر، رسولاً من نوب الدهر، يريد استنزالي إليه، وخضوعي بين يديه، فأبيت من ذلك عليه، فغراني بكتائب من النوائب، تسير تحت ألوية المصائب، تبرق بسيوف الرزايا، وتشهر أسنة المنايا، يرمون عن قسي الأوجال، ويضربون طبول الذعر وسوء الحال، بأيد باطشة لا تكل، وبصائر ثابتة لا تمل، فلم يرعني ذلك منهم أن تلقيتهم بمن معي من جنود الصبر، فافتتح معقلي سلطان الفقر وأخذني أسراً، وطلب مني فداءً لا أقوم به قسراً، فأوثقني في قيود الانقياد، وشدني في أغلال الأصفاد، ووكل بل الحيرة والتبلد، وأمرهما ألا يطلقا سبيلي إلا بالفداء، فضاقت بذلك مذاهبي حتى أتى منك رسول يسمى حسن الثناء، فضمن لي عنك فديتي، من

الصفحة 62