كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

يدي أسرتي، وسيدي أولى من وفى بضمانه، وصدق قول رسوله على لسانه.
وله من أخرى إلى سليمان بن الحكم أمير المؤمنين: حاشا لله أن أستشف الحسي قبل جموحه، وأستكره الدر قبل حفوله، أو أتعامى عن سراج المعذرة، وأرغب عن أدب الله في نظرة إلى ميسرة ولكن:
" ماذا تقول لأفراخ بذي مرخٍ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر "
ما أوضح العذر لي لو أنهم عذروا ... وأجمل الصبر بي لو أنهم صبروا
لكنهم صغروا عن أزمةٍ كبرت ... فما اعتذاري عمن عذره الصغر وقد قلبت لهم ظهر الأمور، وميزت بين المعسور والميسور، فما وجدت أحسن بدءاً، ولا أحمد عوداً، مما أذن الله فيه لعباده الذين أعمرهم أرضه، وسخر لهم بره وبحره، أن يمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه؛ وحيث نتقلب ففي كرمك، وأين نأمن ففي حرمك، [وحيث لا توحشنا دعوتك، ولا تفوتنا نعمتك، من ملكك إلى ملكك] ، ومن يمينك إلى شمالك.
وفي فصل من أخرى: ولعل مقلب القلوب قد قلب قلبك الكريم للأطفال المشردين، الذين دعوك مضطرين، أن تحل عنهم عقل النوى، وتكلهم إلى جبار السما، الذي أمر عباده أن ينتشروا في

الصفحة 63