كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

أرضه، ويبتغوا من فضله.
وله من أخرى إلى علي بن حمود: حسبك الله يا ابن رسول الله، [وعلى هدىً من الله] ، فيما خفقت إليه راياتك، وصدقت به آياتك، جدير أن يعز بطاعته نصرك، كما شرح بتوفيقه صدرك، ويتمم بتأييده أمرك، بما أوليت أولياءه المؤمنين، وأبليت في عباده الصالحين، المصابين في الأموال والأهلين، أيام تزاحمت إليهم أسباب القضاء بالبأساء والضراء، وأبرقت عليهم آفاق السماء بسيوف الأعداء، تسح بوابل الدماء [وتموج بأسراب السباء] ، فسرعان ما هاموا فلا وزر، وربعوا فلا مستقر، ونادوا ولات حين مناص ولا فوت، إلا من أعفاه الموت؛ فأصبحوا أنفاض الجلاء، وأغراض الفناء، قد جهدوا بالبلاء، وعيوا بالداء العياء، فلئن زلزلت بهم الأرض، لقد سكن بهم عز سلطانك، ولئن تهفت بهم الذعر، لقد اطمأنوا في مهاد أمانك.
وله من أخرى إلى منذر بن يحيى: حياك بتحية الملك، من أحيا بك دعوة الحق، ورداك رداء الإعظام، من أعلى بك لواء الإسلام، مجري الأقدار بإعلاء قدرك، ومصرف الليل والنهار بإعزاز نصرك، ومظهر من أطاعك على من عصاك، ومدمر من عاداك بسيوف من والاك. قد جعل الله أول أسمائك أولى بأعدائك، وأقرب اعتزائك صفواً لأوليائك؛ ثم سما بك حاجب الشمس، نوراً وأنساً لهذا الإنس، ونفس حياةٍ لكل نفس.

الصفحة 64