كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

وأغض عن البرق الذي شيم للحيا ... وأعقد بحبلٍ منك بين الورى حبلي
ولم تصفني خلقاً أرق من الهوى ... ولم تولني نعمى ألذ من الوصل
ولم تثن عني في مواطن جمةً ... سيوفاً حداداً قد سللن على قتلي
ولم أطوسن الإكتهال محاكماً ... إليك خطوباً شيبت مفرق الطفل
وكنت ومفتاح الرغائب ضائع ... ملاذي فهذا بابها ضائع القفل
وإني في أفياء ظلك أشتكي ... شكية موسى إذ تولى إلى الظل وهذا البيت من لفظ القرآن العزيز، وقد أقدمت على مثل هذا جماعة من الشعراء من محدثين وقدماء؛ فمن غال متسور، ومن آخذٍ معتذر؛ قال أبو العلاء المعري:
كنت موسى وافته بنت شعيبٍ ... غير أن ليس فيكما من فقير وأخذه بعض أهل عصرنا، وهو حسان بن المصيصي فقال للمعتمد ابن عباد:
كبنت شعيب إذ زفت لموسى ... ولكن للثراء هنا مزيد ومن آخر من ركب هذا الأسلوب في مكابرة الحقائق، وأضل من ذهب هذا المذهب الغريب، من الاجتراء على الخلق والخالق، المنفتل بقوله:
وقد كان موسى خائفاً مترقباً ... فقيراً وآمنت المخافة والفقرا

الصفحة 78