كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

وإن أقبلوا والمسك يندى عليهم ... أتيت وقد ضمخت مسكاً من الوحل
وإن شغلوا لهواً بأنعم كفه ... فخدمته لهوي وطاعته شغلي
أقر عيون الشامتين وليتني ... أبرد ما تطوي الصدور من الغل
أمر بهم ألقلى الثرى وكأنما ... فؤادي من أحداقهن غرض النبل
إذا الأسد الضرغام أنفذ مقتلي ... فما فزعي إلا إلى الأرقم الصل
وإن ذاب حر الوجه من حر نارهم ... فما مستغاثي منه إلا إلى المهل
ومن شيمة الماء القراح - وإن صفا - ... إذا اضطرمت من تحته النار أن يغلي
ولا وزر إلا وزير له يد ... تمل على أيدي الربيع فتستملي
أبا الأصبغ المعني هل أنت مصرخي ... وهل أنت لي مغن وهل أنت لي معلي
فأكسولك الأيام من حر ما أشي ... وأملأ سمع الدهر من سحر ما أملي
وحتى متى أعطي الزمان مقادتي ... وقد قبضت كفي على قائم النصل
أيحتقب الركبان شرقاً ومغرباً ... غرائب أنفاسي وألقاك في الرجل
وينتقل الشرب الندامي بدائعي ... وهيهات لي من لذة الشرب والنقل
وضيف بحيث الطير تدعى إلى القرى ... يضيق به رحب المباءة والنزل
وسيف يقد البيض والزغف مقدماً ... يروح بلا غمدٍ ويغدو بلا صقل
وذو غرةٍ معروفة السبق في المدى ... وقد قرح التحجيل من حلق الشكل قوله: " ومن شيمة الماء القراح ".. البيت، هو قول ابن أبي عيينة المهلبي.
ولا بد للماء في مرجلٍ ... على النار موقدةً أن يفورا

الصفحة 80