كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

تحيتي منه تقبيل ومعتنق ... يشدني غله عنه وجامعه
لم أخلع الدرع إلا حين شققه ... عن صبح صدري ما تحمي مدارعه
ولا توقيت سهماً من لواحظه ... يذيب سيفي وفي قلبي مواقعه
غضن تجرع أنداء الغمام فما ... تطوق الدر إلا وهو جارعه
يميس طوراً وسكر الدل عاطفه ... وتارةً وانثناء الوشي لاذعه
فاستفرغ الخصر كثباناً تباعده ... وأنبت الصدر رماناً يدافعه
فبت تحت رواق الليل ثانيه ... والشوق ثالثنا والوصل رابعه
والسحر يسحر من لفظ ينازعني ... والمسك يعبق من كأس أنازعه
راحاً يمد سناها نور راحته ... لولا المها لجرت فيها أصابعه
كأنما ذاب فيها ورد وجنته ... وشجها ريقه المعسول مائعه
فيا ظلام نجوم الليل إذ عدمت ... بدر السماء وفي حجري مضاجعه
[ويا حنين ظباء القفر إذ فقدت ... غزالهن وفي روضي مراتعه
مجال طرفي وما حازت لواحظه ... وحر صدري إذا ما ضمنت أضالعه]
والطرف مرآة عيني أستدل بها ... على الصباح إذا م خيف ساطعه
جوناً أزيد به ليل الرقيب دجىً ... ويستنير لي الإصباح لامعه
فبات يعجب من ظبي يصارعني ... وقد يرق على ليث أصارعه

الصفحة 86