كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

والآجر، لا بل خلدها حديثاً على الدهر، وسر بها مطالع النجوم الزهر؛ لو قرعت سمع دعبل بن علي الخزاعي، والكميت بن زيد الأسدي، لأمسكا عن القول، وبرئا إليها من القوة والحول؛ بل لو رآها السيد الحميري، وكثير الخزاعي، لأقاماها بينة على الدعوى، ولتلقياها بشارةً على زعمهما بخروج الخيل من رضوى؛ وقد أثبت أكثرها إعلانا بجلالة قدرها، واستحساناً لعجزها وصدرها، وأولها:
لعلك يا شمس عند الأصيل ... شجيت لشجو الغريب الذليل
فكوني شفيعي إلى ابن الشفيع ... وكوني رسولي إلى ابن الرسول
فإما شهدت فأزكى شهيد ... وإما دللت فأهدى دليل
على سابق في قيود الخطوب ... ونجم سناً في غثاء السيول
[ينادي الثرى لسقام الضياع ... ويشكو إلى الملك داء الخمول]
[وعز على العلم مثواه أرضاً ... على حكم دهرٍ ظلوم جهول]
ويعجب كيف دنا من علي ... ولم تنفصم حلقات الكبول
وكيف تنسم آل النبي ... وأبطأ عنه شفاء العليل
وأطواد عزهم ماثلات ... له وهو يرنو بطرف كليل
وأبحرهم زاخرات إليه ... ويرشف في الثمد المستحيل
[تجرأ من جنتي مأربٍ ... بخمط وأثل وسدر قليل]

الصفحة 88