كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 1-2)

منحى القسطلي في شكوى زمانه، والحديث عن الفتن، فكاثر البحر بوشلٍ مشفوه، وجارى الريح بكودن لا فضل فيه. وفي القسم الرابع من هذا الديوان جملة من شعره، شاهدة على ما أجريت من ذكره.
وقال أبو عمر في الخليفة خيران العامري صاحب المرية، وهو متوجه إلى سرقسطة سنة سبع وأربعمائة، ورأيت إثبات بعضها لحسنها:
لك الخير قد أوفى بعهدك خيران ... وبشراك قد وافاك عز وسلطان
هو النجم لا يدعى إلى الصبح شاهد ... هو النور لا يبغى على الشمس برهان
إليك شحنا الفلك تهوي كأنها ... وقد ذعرت من مغرب الشمس غربان
على لجج خضر إذا هبت الصبا ... ترامى بنا فيها ثبير وثهلان
مواثل ترعى في ذراها مواثلاً ... كما عبدت في الجاهلية أوثان
وفي طي أسمال الغريب غرائب ... سكن شغاف القلب شيب وولدان
يرددن في الأحشاء حر مصائب ... تزيد ظلاماً ليلها وهي نيران
إذا غيض ماء البحر منها مددنه ... بدمع عيون تمتريهن أشجان
وإن سكنت عنها الرياح جرى بها ... زفير إلى ذكر الأحبة حنان

الصفحة 92