كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (اسم الجزء: 1-2)

هكذا رواه أكثرهم بالنصب، ورواية المفضل بالرفع وحكاه عن الأصمعي، ووجه ارتفاعه ظاهر، لأن هيهات واقعة موقع بعد، فمعنى هيهات زيد بعد لقاء زيد، والنصب على الحال من الفتى والعامل فيه هيهات أي بعد في حال حذره، ويجوز أن يكون العامل فيه ما قبل هيهات، وهو قوله لآخذه، أي أدوت له لآخذه حذرا.
وأنشد أبو علي:
صم النسور صحاح غير عاثرة ... ركبن في محصات ملتقى العصب
ع هو لأبي دؤاد، وقبله:
يردى على سبطات غير فائرة ... خضر السنابك لم تقلب ولم ترب
صم النسور. وقوله: غير فائرة، يعني غير منتشرة العصب. وقوله لم تقلب: كما قال حميد الأرقط:
ولم يقلب أرضها البيطار ... ولا لحبليه بها حبار
ولم ترب: من الريبة، وقال يعقوب فور العرق: أن تظهر فيه عقد يقال قد فارت عروقه، قال ابن الخرع:
لها رسغ أيد مكرب ... فلا العظم واه ولا العرق فارا
ويقال في ضده عرق نائم، كما قال الجعدي:
ظماء الفصوص لطاف الشوى ... نيام الأباجل لم تضرب

الصفحة 915