كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (اسم الجزء: 1-2)

لا يمل الشر حتى يملوا هذا مثل قولهم عند صفة الرجل بالبلاغة والبراعة والقوة في ذلك: فلان لا ينقطع عن خصومة خصمه حتى ينقطع خصمه، ليس يريدون أنه ينقطع بعد انقطاع خصمه، وإنما يريدون أنه من القوة والأضطلاع بخصومته بعد انقطاع خصمه عنها على مثل حاله قبل انقطاع خصمه، وعلى هذا التأويل والتقرير يحمل حديث عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا. وقوله: تضحك الضبع يعني تستبشر سرورا بلحوم القتلى، ويستهل الذئب: يرفع صوته سرورا أيضا، وقيل يستهل: يصيح ويستعوى الذئاب إلى القتلى، وقال الحسن بن علي النمري: تضحك: تحيض من قول الله عز وجل: فضحكت فبشرناها بإسحق، وذلك أن الضبع تأتي القتيل إذا انتفخ ذكره فتنال منه حاجتها، ولذلك تقول العرب للضبع إذا أرادوا صيدها: خامري أم عامر! أبشري بكمر رجال، وجراد عظال، وقال الراجز:
يا أم عمرو أبشري بالبشري! ... موت ذريع وجراد عظلى
أم عمرو وأم عامر: كنيتان للضبع، وأنكر أبو حاتم أن تكون الضبع تحيض. وقوله:
إن جسمي بعد خالي لخل ... يريد بعد اختيالي، قال الشاعر:
والخال ثوب من ثياب الجهال
وقيل أراد بعد قتل خالي. والخل: الرجل النحيف الجسم.
وأنشد أبو علي لزهير:

الصفحة 920