كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (اسم الجزء: 1-2)

ما طل مسلما: يريد ما طل دمه، يقال دم مطلول إذا مضى هدرا، وقال أبو عبيد: طل دمه وأطله الله، ولا يقال طل دمه، وحكى الكسائي وأبو عبيدة: طل الدم نفسه، وطل وأطل.
وأنشد أبو علي:
فما لك إذ ترمين يا أم مالك؟ ... حشاشة نفسي شل منك الأصابع!
ع أنشدها أبو العباس ثعلب في كتاب المجالس للمرار، ولم يذكر أي المرارين هو؟ وهي قصيدة منها:
أقاتلتي بعد الذماء؟ وعائد ... على خيال منك إذ أنا يافع
ليالي إذ أهلي وأهلك جيرة ... وسلم وإذ لم يصدع الحي صادع
تسر الهوى إلا إشارة حاجب ... هناك وإلا أن تشير أصابع
فما لك إذ ترمين.
وقد أنشدها غير واحد، ولم يذكر معناها ولا مذهب الشاعر في هذه الأسهم، وأخبرني من أثق به عن أحمد ابن أبي الحباب أنه كان يقول عني بالثلاثة الأسهم في أيام شبابه ما كانت تنيله من القبل، والعناق، والحديث، وهذا كان غاية الوصل عندهم، ومنتهى أمل المحب منهم، والسهم الرابع بعدما شاب إعراضها عنه وصدودها منه ونفارها من شيبه. وهذا معنى مقبول حسن، ويقويه قوله: أقاتلني بعد الذماء. يريد بعد الكبر وبعد أن لم يبق من النفس إلا بقية.
وأنشد أبو علي لابن الرومي:
لما تؤذن الدنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطفل ساعة يوضع
ع قد أتى ابن الرومي بهما في الدالية، وأبدل القافية منهما خاصة، فقال:

الصفحة 926