كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (اسم الجزء: 1-2)

وقوفا بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل!
وإن شفائى عبرة إن سفحتها ... فهل عند رسم دارس من معول؟
كدينك من أم الحويرث.
قوله: قفا: العرب تخاطب الواحد بخطاب الاثنين، قال الله تعالى يخاطب مالكا: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد، وقال سويد بن كراع:
فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر ... وإن تتركاني أحم عرضا ممنعا
والعلة في هذا أن أقل أعوان الرجل في أبله وماله اثنان، وأقل الرفقة ثلاثة، فجرى كلام الرجل على ما قد عهد من خطابه لصاحبيه، وكان الحجاج يقول: يا حرسى اضربا عنقه! والدليل على أن امرأ القيس أراد واحدا قوله:
أصاح ترى برقاً أريك وميضه
وقيل إنما ثنى لأنه أراد قف قف بتكرير الفعل، ثم جمعهما في لفظة واحدة. وروى الأصمعي: بين الدخول وحومل، وقال: لا يقال رأيتك بين زيد فعمرو. قال الفراء يريد: بين أهل الدخول فأهل حومل. وقال غيره: إنما جاز لأنه كما تقول: مطرنا بين الكوفة فالبصرة، كأنه قال من الكوفة من البصرة، يريد أن المطر متجاور ما بين هاتين الناحيتين. وهذه المواضع التي ذكرها هي بين إمرة إلى أسود العين. وقوله نبك: مجزوم لأنه جواب جزاء، التقدير قفا إن تقفا نبك، كما تقول: أطع الله يدخلك الجنة، لأنه لا يدخل الجنة بأمرك وإنما يدخل إذا أطاع الله. وقوله بما نسجتها من جنوب وشمأل قال الأصمعي: لم يدرس لاختلاف هاتين الريحين فهو باق، وقال غيره: لم يعف رسمها للريح وحدها، إنما عفا للمطر وغير ذلك من الدهر، ويقوى هذا القول قوله بعد هذا: وهل عند رسم دارس من معول وقال الأصمعي

الصفحة 943