كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (اسم الجزء: 1-2)

وإنما خص الشيخ العراقي في رواية من رواه لأنه من أهل الحضر، فهو لا يعلم مواضع الماء ولا محاله، كما يعرفها أهل الوبر، فإذا ظفر بالماء أتأق حوضه وأكثر من سقي إبله، خوفا من الإعطاش. وكان بعض الرواة يقول الشيخ العراقي: كسرى، وإذا ملأ الإناء حتى يفيض قال أفاضه وأطفحه وأفهقه وأرذمه وأدمعه وأرعفه، وهو قدح راعف ودامع وراذم ومطفح ومفهق.
وذكر أبو علي خبر يزيد بن شيبان حين خرج حاجاً وفيه: فإن العرب بنيت على أربعة أركان.
ع لم يذكر إياداً ولا أنمارا مع أخويهما ربيعة ومضر، لأن أنمارا حالفت بجيلة باليمن فهي فيهم، وإيادا أفناها القتل فلم يبق منهم إلا أشلاء مفترقة بسيرة في قبائل العرب.
وذكر أبو علي عن الهيثم قال قال لي صالح بن حسان: ما بيت شطره أعرابي في شملة؟ ع قال الرشيد للمفضل الضبي: اذكر لي بيتا جيد المعنى، يحتاج إلى مقارعة الفكر في استخراج خبيئه، ثم دعني وإياه، فقال له المفضل: يا أمير المؤمنين أتعرف بيتا؟ أوله أعرابي في شملة هاب من نومته، كأنما صدر عن ركب جرى في أجفانهم الوسن، فقد بذهم واستفزهم بعنجهية البدر وتعجرف الشدو، وآخره مدني رقيق، قد غذى بماء العقيق، فقال الرشيد: لا أعرفه، فقال المفضل هو بيت جميل:
ألا أيها الركب النيام ألا هبوا ... ثم أدركه الشوق فقال:
أسائلكم هل يقتل الرجل الحب؟
فقال له الرشيد: صدقت! فهل تعرف أنت؟

الصفحة 946