كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (اسم الجزء: 1-2)

بيتا أوله أكثم بن صيفي في أصالة الرأي ونبل العظة، وآخره بقراط في معرفة الداء والدواء. فقال له المفضل: هولت علي يا أمير المؤمنين! فليت شعري بأي مهر تفتض عروس هذا الخدر؟ قال: بمهر إصغائك وإنصاتك، ثم أنشده بيت أبي نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي منها بي الداء
فاعترف المفضل بصحة ما ذكره الرشيد. وبعد بيت جميل على الأختيار:
عجبت لتطويح النوى من أحبه ... وتدنو بمن لا يستل له قرب
وكم من مليم، لم يصب بملامة ... ومتبع بالذنب، ليس له ذنب
وكم من محب صد من غير بغضة ... وإن لم يكن في وصل خلته عتب
بثينة ما فيها إذا ما تحسرت ... معاب ولا فيها إذا نسبت أشب
إذا ابتذلت لم يزرها ترك زينة ... وفيها إذا ازدانت لذي نيقة حسب
لها النظرة الأولى عليهن بسطة ... وإن كرت الأبصار كان لها العقب
وأما بيت أبي نواس فإن بعده:
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها ... لو مسها حجر مسته سراء
رقت عن الماء حتى ما يلائمها ... لطافة وجفا عن شكلها الماء
دارت على فتية ذل الزمان لهم ... فما يصيبهم إلا بما شاءوا
لتلك أبكي، ولا أبكي لمنزلة ... كانت تحل بها دعد وأسماء
وأنشد أبو علي لجميل:

الصفحة 947