كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (اسم الجزء: 1-2)

أعظمها هامة، وأمدها قامة، وأقلها ملامة، أفضلها حلماً، وأقدمها سلماً، قال: من هو؟ قال: سيف الله وسيف رسوله، قال: وأي شيء صنعت عنده؟ قال: أتيته زائرا فدعا لي بكعب وقوس وثور، فقال له عمر: وأبيك إن في هذا لشبعاً! قال: ألي أو لك؟ قال: لي ولك، قال: حلاً! فيما تقول يا أمير المؤمنين، فو الله إني لآكل الجذع من الإبل أنتقيه عظما، وأشرب التبن من اللبن رثيئة وصريفاً، فقال له عمر: يا أبا ثور ألك علم بالسلاح؟ قال: على الخبير سقطت سل عما بدا لك، قال: أخبرني عن النبل، قال: منايا تخطىء وتصيب، قال: أخبرني عن الرمح، قال: أخوك وربما خانك، قال: فأخبرني عن الترس، قال: ذاك مجن وعليه تدور الدوائر، قال: فأخبرني عن الدرع، قال: مشغلة للفارس متعبة للراجل، قال: فأخبرني عن السيف، قال: عنه قارع لأمك الهبل! قال له عمر: بل لأمك! فقال له عمرو: بل لأمك! فرفع عمر الدرة فضرب بها يد عمرو، وكان عمرو محتبياً فانحلت حبوته، فاستوى قائما وأنشأ يقول:
أتضربني كأنك ذو رعين ... بخير معيشة أو ذو نواس!

الصفحة 952