كتاب المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي (اسم الجزء: 1-2)

مَا شَبَّهْتُهُمْ إِلا إِلَى الإِبِلِ تَحِنُّ إِلَى أَوْلادِهَا، فَلَمَّا الْتَقَوُا الْتَحَمَ الْقِتَالُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» .
وَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَبْيَضَ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: «هُزِمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» .
وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ النَّاسِ قِتَالا بَيْنَ يَدَيْهِ.

بَابٌ
980 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَدَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنَ النَّاسِ قَالَ قَوْمٌ: نُصَلِّي وَلا نَعْطِي الزَّكَاةَ.
فَقَالَ النَّاسُ لأَبِي بَكْرٍ: اقْبَلْ مِنْهُمْ.
فَقَالَ: لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا لَقَاتَلْتُهُمْ؛ فَبَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ بِأَلْفِ رَجُلٍ مِنْ طَيِّءٍ حَتَّى أَتَى الْيَمَامَةَ فَكَانَتْ بَنُو عَامِرٍ قَدْ قَتَلُوا عُمَّالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ.
فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدٍ: أَنِ اقْتُلْ بَنِي عَامِرٍ وَأَحْرِقْهُمْ بِالنَّارِ فَفَعَلَ حَتَّى صَاحَتِ النِّسَاءُ ثُمَّ مَضَى حَتَى إِذَا انْتَهَى إِلَى الْمَاءِ خَرَجُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ

الصفحة 443