كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 1)

(وصحبه أجمعين) جمع صاحب، بمعنى الصحابي: وهو من اجتمع بالنبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- مؤمنًا ومات على ذلك (¬1). وعطفهم على الآل من عطف الخاص على العام، وفي الجمع بينهم مخالفة لأهل البدع كالروافض (¬2) -قبحهم اللَّه تعالى- لأنهم يوالون الآل دون الصحب.
(وبعد) يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى غيره، ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء به -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ فإنه كان يأتي بها في خطبه ونحوها، كما صح ذلك عنه (¬3). وقيل: إنها فصل الخطاب المشار إليه في الآية (¬4)،
¬__________
= روى عنه الأئمة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن المديني، وابن معين، وعباس الدوري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وحرب بن إسماعيل، والكوسج، والأثرم، وإبراهيم، الحربي، وبقي بن مخلد. ومن شيوخه الذين رووا عنه: عبد الرزاق، والحسن بن موسى، وأبو عبد اللَّه الشافعي. صبر يوم المحنة، وصنَّف المسند، توفي سنة 241 هـ.
ينظر: "سير أعلام النبلاء" (11/ 177) و"طبقات الحنابلة" (1/ 4).
(¬1) ينظر: "شرح مقدمة ابن الصلاح" للعراقي (ص 292)، و"تدريب الراوي" (2/ 208)، و"اختصار علوم الحديث" لابن كثير (2/ 491).
(¬2) فرقة من الشيعة. يتبرءون من أبي بكر وعمر، ويسبونهما.
ينظر: "السنة" لعبد اللَّه بن أحمد (2/ 548) و"تهذيب اللغة" (12/ 16) و"مقالات الإسلاميين" (1/ 88) و"الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 146).
(¬3) أما في الخطب فقد ثبت ذلك في "صحيح البخاري" (1/ 5 - 6)، و"صحيح مسلم" (3/ 1393) في كتاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل. وقد عقد البخاري بابًا في كتاب الجمعة لقول الخطيب أما بعد (1/ 221) قال الحافظ في "الفتح" (2/ 406): وقد تتبع طرق الأحاديث التي وقع فيها: "أما بعد" الحافظ عبد القادر الرُّهاوي في خطبة "الأربعين المتباينة" له، فأخرجه عن اثنين وثلاثين صحابيًّا. اهـ
(¬4) الآية هي قوله تعالى عن داود عليه السلام: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}. سورة ص، الآية: 20. وممن روي عنه هذا القول: أبو موسى الأشعري، رواه عنه ابن أبي حاتم -كما في "الدر المنثور" (7/ 155) والشعبي، رواه عنه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (23/ 140) ورجَّح ابن جرير أن فصل الخطاب عامٌ يشمل: القضاء والمحاورة والخطب. قال ابن العربي في "أحكام القرآن" (4/ 45): ولو صح أن داود قالها =

الصفحة 13