كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 1)

والصحيح أنه الفصل بين الحق والباطل. والمعروف بناؤها على الضم، وأجاز بعضهم رفعها ونصبها منونة، وفتحها بلا تنوين على تقدير المضاف إليه (¬1). (فقد سنح) أي: عرض (بخلدي) بفتح الخاء واللام، بمعنى البال والنفس والقلب، كما ذكره في "القاموس" (¬2) (أن أختصر كتابي المسمى بكافي المبتدي) الاختصار: الإيجاز، والمختصر الموجز. وهو: تقليل اللفظ وتكثير المعاني (¬3). قال علي -رضي اللَّه عنه-: خير الكلام ما قل ودل، ولم يطل فيملّ (¬4). انتهى (الكائن في فقه الإمام) أي: المقتدى به. والفقه لغة: الفهم (¬5). واصطلاحًا: معرفة الأحكام الشرعية الفرعية بالفعل أو القوة القريبة (¬6). والفقيه: من عرف جملة غالبة، كذلك بالاستدلال. (أحمد) بدل
¬__________
= فإنه لم يكن ذلك منه بالعربية على هذا النظم، وإنما كان بلسانه، واللَّه أعلم. اهـ
(¬1) كذا قال المؤلف -رحمه اللَّه- تبعًا للبهوتي في "الروض المربع" (1/ 113) ولم أطلع على نصٍّ للنحويين فيه تجويز رفعها منونةً. ينظر: "شرح التسهيل" لابن مالك (3/ 243)، و"شرح الكافية الشافية" لابن مالك (2/ 963 - 966)، و"شرح التصريح على التوضيح" للأزهري (2/ 50)، و"أوضح المسالك" لابن هشام (3/ 154 - 160)، ثم إنَّ ظاهر لفظ المؤلف أن بين النحويين خلافًا في ذلك، وبالاطلاع على المصادر السابقة، ونحوها ككتاب: "الظروف الزمانية في القرآن الكريم" لبشير محمد زقلان (ص 236 - 237)، و"النحو الوافي" لعباس حسن (2/ 284)، تبين أن النحويين لم يذكروا خلافًا في المسألة.
(¬2) (ص 357).
(¬3) ينظر: "تاج العروس" (11/ 173).
(¬4) نقله المؤلف عن "الروض المربع" (1/ 114).
(¬5) ينظر: "القاموس" (ص 1614)، و"معجم مقاييس اللغة" (4/ 442).
(¬6) ينظر: "التعريفات" للجرجاني (ص 175).
قوله: "بالفعل" هو: استحضار المسائل الفقهية من مظانها حفظًا عن ظهر قلب. وقوله "أو بالقوة. . . " أي: استطاعة الإنسان استحضار المسائل الفقهية من مظانها في الكتب بقوة الإبصار.
ينظر: "حاشية العنقري على الروض" (1/ 11)، و"حاشية ابن قاسم على الروض" =

الصفحة 14