كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 1)

من الإمام (بن محمد بن حنبل) الشيباني -رضي اللَّه عنه- المجتمع نسبه بنبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- في نزار (الصابر لحكم الملك المبدي) (¬1) حين حبس وضرب على القول بخلق القرآن، فلم يُجِبْ إلى ذلك وصبر لحكم اللَّه تعالى (ليقرب تناوله على المبتدئين) من صغار الطلبة. والقريب ضد البعيد (ويسهل حفظه) بسبب اختصاره (على الراغبين) في العلوم (ويقل حجمه على الطالبين) فلا تضعف هممهم عنه لكثرته.
(وسمّيته) أي: هذا الكتاب (أخصر المختصرات؛ لأني لم أقف على) كتاب (أخصر منه) أي: من هذا الكتاب (جامع لمسائله في فقهنا) معشر الحنابلة، (من المؤلفات) والتأليف: إيقاع الألفة بين الأجزاء (واللَّه أسأل) لا غيره (أن ينفع به قارئيه) من غير حفظ، (وحافظيه) على ظهر قلب، (وناظريه) من غير قراءة ولا حفظ (إنه حقيق) (¬2) أي: خليق (بإجابة الدعوات) لأنه -سبحانه وتعالى- أمر بذلك، قال عز من قائل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (¬3) (و) اللَّه أسأل (أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم) لأنه -سبحانه وتعالى- لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا، وهو أغنى الشركاء عن الشرك، كما ورد في الحديث الشريف: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملًا أشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك" (¬4)، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر".
¬__________
= (1/ 46)، و"مقدمة في بيان المصطلحات الفقهية على المذهب الحنبلي" للهندي (ص 6).
(¬1) ورد اسم المبدي للَّه تعالى في حديث أبي هريرة -الذي عدَّد أسماء اللَّه تعالى- عند الترمذي (5/ 530 - 531)، وابن ماجه (2/ 1269 - 1270) وهو حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة، كما قال شيخ الإسلام في "الفتاوى" (6/ 379، 382)، وينظر: "فتح الباري" (11/ 215).
(¬2) في النسخة المطبوعة من "أخصر المختصرات" (ص 86): (جدير) بدل (حقيق).
(¬3) سورة غافر، الآية: 60.
(¬4) أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق (4/ 2289)، وابن ماجه، كتاب الزهد =

الصفحة 15