كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 1)
وسُن لداخل الخلاء -أيضًا- أن يقول: (اللهم إني أعوذ بك) أي الجأ إليك (من الخُبْث) بإسكان الباء: الشر (والخبائث) الشياطين. فكأنه استعاذ من الشر وأهله. وقيل: هو: بضم الباء وهو: جمع خبيث، والخبائث جمع خبيثة. فكأنه استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم (¬1)؛ لما روى أنس -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". متفق عليه (¬2)
(و) سنَّ (بعد خروج منه) أي: من الخلاء أن يقول: (غُفرانك) أي أسألك غفراتك، من الغفر وهو الستر، لحديث عائشة -رضي اللَّه عنها- كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك" رواه الترمذي وحسنه (¬3). كأنه لما خلص مما يثقل البدن سأل اللَّه الخلاص مما يثقل الروح، وهو الذنب لتكمل الراحة.
وسنَّ بعد خروجه من الخلاء -أيضًا- أن يقول: (الحمد للَّه الذي
¬__________
= -كما في الروض البسام بترتيب فوائد تمام (4/ 440) وفي إسناده: إسماعيل بن يحيى بن طلحة وعطية العوفي. قال الحافظ ابن حجر في "نتاج الأفكار" (1/ 130): وهو -يعني إسماعيل- ضعيف، وفي عطية -أيضًا- ضعف. فالحاصل أنه لم يثبت في الباب شيء. واللَّه أعلم. اهـ
(¬1) الذي ذهب إلى أن "أخبث" بالضم الخطابي في "معالم السنن" (1/ 16) وتعقبه ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (1/ 20) فقال: غلَّط الخطابي مَنْ رواه بإسكان الباء. وهو الغالط.
(¬2) البخاري، كتاب الوضوء، باب ما يقول عند الخلاء (1/ 45) ومسلم، كتاب الحيض (1/ 283).
(¬3) أبو داود، كتاب الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء (1/ 30) والترمذي، كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء (1/ 12) وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء (1/ 110).
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. اهـ وقال الحاكم في "المستدرك" (1/ 138): هذا حديث صحيح. اهـ ووافقه الذهبي في "تلخيصه" وصححه النووي في "الأذكار" (ص 28).