كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات (اسم الجزء: 1)

(و) سُن (تطيُّب) بطيب، لحديث أبي داود -مرفوعًا-: "أربع من سنن المرسلين: الحناء، والتعطر، والسواك، والنكاح". رواه الإمام أحمد (¬1)، ويستحب التطيب للرجال بما يظهر ريحه ويخفى لونه، كالعود، والعنبر، ونحوه. وعكسه للنساء إذا خرجن، وفي بيوتهن بما شئن.
(و) سُن (استحداد) أي: حلق شعر العانة. وله قصُّهُ وإزالته بما شاء، من نحو نُوْرَة (¬2). والتنوير في العانة وغيرها فعله أحمد (¬3)، وكذا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. رواه ابن ماجه من حديث أم سلمة (¬4).
(و) سُن (حَفُّ شارب) أو قصُّ طرفه، وحفُّهُ أولى نصًا (¬5)، وهو:
¬__________
= (ص 171) عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا نظر في المرآة قال: "اللهم كما حسنت. . . " الحديث. وفي إسناده أبان بن سفيان. قال الدراقطني -كما في "الميزان" (1/ 7) -: متروك. اهـ وقد ثبت هذا الدعاء من حديثها دون ذكر النظر في المرآة. أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/ 68، 155) قال الهيثمي في "المجمع" (11/ 730): رجاله رجال الصحيح. اهـ والزيادة التي أوردها المؤلف وهي "وحرم وجهي على النار" عند ابن مردويه عن عائشة وأبي هريرة، ذكر ذلك في "الفتوحات الربانية" (6/ 195)، و"الفروع" (1/ 62).
(¬1) في "المسند" (5/ 421)، والترمذي في كتاب النكاح، باب في فضل التزويج والحث عليه (3/ 382) عن أبي أيوب. قال الترمذي: حسن غريب. اهـ وضعف النووي إسناده، كما في "المجموع" (1/ 274).
(¬2) النُّورة -بالضم- حجر الكِلْس- ثم غلبَت على أخلاط تضاف إلى الكلس وتستعمل لإزالة الشعر. ينظر: "المصباح المنير" (2/ 866).
(¬3) ينظر: "الإنصاف" (1/ 254) و"الفروع" (1/ 61).
(¬4) في كتاب الأدب من "سننه" باب الاطلاء بالنُّورة (2/ 1234 - 1235) قال في الزوائد: هذا حديث رجاله ثقات، وهو منقطع، وحبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة. قاله أبو زرعة. اهـ وقال ابن مفلح في "الفروع" (1/ 61): إسناده ثقات، وقد أعل بالإرسال. وقال أحمد: ليس بصحيح، لأن قتادة قال: ما اطلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. كذا قاله أحمد. اهـ
(¬5) "الفروع" (1/ 61).

الصفحة 48