كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية (اسم الجزء: 2)

زيد أميرا يريد صفوان بن أمية وقد نكب عن الطريق وسلك على جهة العراق يريد الشام بتجارة فيها أموال لقريش - خوفا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعترضها، فقدم نعيم بن مسعود الأشجعي على كنانة بن أبي الحقيق في بني النضير فشرب معه، ومعهم سليط بن النعمان يشرب، ولم تكن الخمر حرمت، فذكر نعيم خروج صفوان في عيره وما معهم من الأموال، فخرج (سليط) من ساعته وأخبر النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل زيد بن حارثة في مائة راكب، فأصابوا العير وأفلت أعيان القوم. فقدموا بالعير فخمسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ الخمس عشرين ألف درهم وقسم ما بقي على أهل السرية، وكان فيمن أسر فرات ابن حيان فأسلم (¬1)).
هـ - ثبات أحد وتحويل الهزيمة إلى نصر
وندع هذا الوصف للمباركفوري على صورة مقتطفات سريعة، وإيضاحات أخرى يقتضيها الموقف:
خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيش: وانتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة الذهبية (خلو الجبل من الرماة) فاستدار بسرعة خاطفة حتى وصل إلى مؤخرة الجيش الإسلامي. فلم يلبث أن أباد عبد الله بن جبير وأصحابه ثم انقض على المسلمين من خلفهم، وصاح فرسانه صيحة عرف المشركون المنهزمون بالتطور الجديد فانقلبوا على المسلمين، وأسرعت إمرأة منهم - وهي عمرة بنت علقمة الحارثية - فرفعت لواء المشركين المطروح على التراب، فالتف حوله المشركون ولاثوا به، وتنادى بعضهم بعضا، حتى اجتمعوا على المسلمين وثبتوا للقتال، وأحيط المسلمون من الأمام والخلف ووقعوا بين شقي الرحى.
موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينئذ في مفرزة صغيرة - تسعة نفر من أصحابه - في مؤخرة المسلمين، كان يرقب مجالدة المسلمين ومطاردتهم المشركين إذ بوغت بفرسان خالد مباغتة كاملة،
¬_________
(¬1) السيرة لابن هشام ج 3/ 7.

الصفحة 403